إسرائيل تتهم سوريا بالتستر على أنشطة للحوثيين

وزير الدفاع كاتس يؤكد أن تل أبيب ليست في ‘اتجاه السلام’ مع دمشق، مرجعا ذلك إلى ما وصفه بأنه نشاط لجماعة الحوثي اليمنية في سوريا بالإضافة إلى ملف الدروز. مبررات كتس غير واقعية نظرا لعدم وجود علاقة بين الحوثيين المدعومين من طهران والشرع

اعتبر وزير الدفاع الإسرائيلي يسرائيل كاتس أن تل أبيب ليست في “اتجاه السلام” مع دمشق، مرجعا ذلك إلى ما وصفه بأنه نشاط لجماعة الحوثي اليمنية في سوريا بالإضافة إلى ملف الدروز، فيما يأتي ذلك وسط خروقات إسرائيلية في الجنوب السوري واتهامات رئيس الحكومة بنيامين نتنياهو للرئيس احمد الشرع بالعمل على استهداف الدولة العبرية.

وقال كتاتس في جلسة مغلقة للجنة الخارجية والأمن في الكنيست (البرلمان) بحسب هيئة البث الرسمية الخميس إن “إسرائيل ليست في اتجاه السلام مع سوريا، لأن هناك قوى داخل حدودها تفكر في غزو بلدات الجولان“.

ومنذ حرب 5 يونيو/حزيران 1967 تحتل إسرائيل مرتفعات الجولان السورية، ووسعت رقعة احتلالها مستغلةً أحداث الإطاحة بنظام بشار الأسد أواخر 2024 لتسيطر على جبل الشيخ وبعض المناطق في ريف القنيطرة.


وادعى كاتس أن “من بين القوات العاملة في سوريا، والتي ينظر إليها كتهديد لغزو بري لشمال إسرائيل، هم الحوثيون”. ولم يسبق لتل أبيب أن تحدثت عن محاولات من جماعة الحوثي اليمنية للعمل ضد إسرائيل من الأراضي السورية.


ولا تتوفر أي معلومات عن نشاط للحوثيين في سوريا، وكثيرا ما أطلقت الجماعة من اليمن صواريخ ومسيّرات على إسرائيل ردا على الحرب على قطاع غزة. كما أن الجماعة اليمنية مدعومة من طهران المعادية للحكام الجدد في دمشق فيما تعهد الشرع بوقف النفوذ الإيراني في بلاده. وأضاف الوزير الاسرائيلي أن “إسرائيل تأخذ مثل هذا السيناريو في الاعتبار عندما يتعلق الأمر بحماية الحدود الشمالية“.


وأثار مجددا مسألة الدروز في سوريا بقوله “قضية أخرى تثير قلق المسؤولين الإسرائيليين هي قضية الدروز في سوريا” مضيفا “لدى الجيش الإسرائيلي خطة جاهزة، وإذا حدثت غارات على جبل الدروز (في سوريا) مرة أخرى، سنتدخل مرة أخرى، بما في ذلك إغلاق الحدود“. وتؤكد السلطات السورية أنها تضمن حقوقا متساوية لطوائف البلاد كافة، وتشدد على أن إسرائيل تستخدم الدروز ذريعة للتدخل في الشؤون الداخلية السورية. ويعتقد أن الذرائع التي قدمها وزير الدفاع الاسرائيلي تهدف لمنع التوصل الى تفاهمات لسحب القوات الاسرائيلية من جنوب سوريا.


وكان نتنياهو شن الأسبوع الماضي هجوما لاذعا على الرئيس السوري معتبرا أنه بدأ بفعل كل ما لن تقبله” تل أبيب وذلك بعد عودة الشرع من زيارته التاريخية إلى البيت الأبيض حيث اتهمه بمحاولة “جلب قوات روسية إلى الحدود الإسرائيلية السورية“.


وفي الأشهر الماضية، عُقدت لقاءات إسرائيلية-سورية في مسعى للتوصل إلى ترتيبات أمنية تضمن انسحاب إسرائيل من المنطقة السورية العازلة، التي احتلتها في ديسمبر/كانون الأول 2024.
وخلال عامين عصفت إسرائيل بمنطقة الشرق الأوسط عبر شنها حروبا دموية على أكثر من دولة، فضلا عن ارتكابها اعتداءات عسكرية يومية مستمرة.


ففي 8 أكتوبر/تشرين الأول 2023 بدأت إسرائيل حرب دموية بقطاع غزة، ثم شنت حربين على لبنان وإيران، بالإضافة إلى غارات جوية وتوغلات برية في الجارتين سوريا ولبنان، وغارات على اليمن. وتحتل إسرائيل منذ عقود فلسطين وأراضي في سوريا ولبنان، وترفض الانسحاب منها وقيام دولة فلسطينية مستقلة، وعاصمتها القدس الشرقية، على حدود ما قبل حرب 1967.

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *